
اصول التربية القرآنية للأبناء
• أهمية تربية الأبناء على مكارم الأخلاق
• الوصية الأولى: التحذير من الشرك
• الوصية الثانية: الإحسان إلى الوالدين
• الوصية الثالثة: إقامة الصلاة
• الوصية الرابعة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر
• الوصية الخامسة: التواضع والنهي عن التكبر
• الوصية السادسة: خفض الصوت عند التحدث مع الآخرين
الحمد لله الذي بيده الفضل يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الحديد:21
] يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ [البقرة:269]،
أحمده تعالى وأشكره حمدًا وشكرًا كما يحب ربنا ويرضى، وأحمده وأشكره كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واتبع سنته إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فاتقوا الله أيها المسلمون فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]،
كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].
فالحكمة منحة وهبة عظيمة يتفضل الله تعالى بها على من يشاء من عباده؛
كما قال تعالى: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ [البقرة:269].
ثم بيَّن الله سبحانه أن فائدة الشكر ترجع للشاكر لا للمشكور، فالله سبحانه لا ينفعه شكر العباد، فهو تعالى غني بذاته لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين،
وإنما العبد الشاكر هو الذي ينتفع بشكره لربه؛ لأن من سنة الله تعالى أن النعم تقر، وتزيد بالشكر،
ولهذا قال سبحانه: وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ [لقمان:12].
وأما من كفر بنعمة الله عليه فإن الله غني عنه، ولهذا قال سبحانه: وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ [لقمان:12]
إن من الناس من أنعم الله تعالى عليه بالنعم العظيمة، ومع ذلك تجده دائمًا متسخطًا متشكيًا جاحدًا بلسانه أو بحاله، جاحدًا لنعم ربه عليه، إن هذا يوشك أن تسلب منه هذه النعم، وأن تزول جزاء له على كفر نعمة الله سبحانه.
ومن الناس من هو شكور يشكر الله تعالى ويحمده في كل حين، في السراء وفي الضراء
ولكن هذا الصنف من الناس قليل؛ كما قال سبحانه: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ:13].
أهمية تربية الأبناء على مكارم الأخلاق
لقد ذكر الله تعالى وصايا لقمان لابنه، وفي ذكر هذه الوصايا من رجل لابنه إشارة إلى أنه ينبغي للأب أن يعنى بتربية أولاده،
وأن يوصيهم بطاعة الله سبحانه،
وما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم،
ولهذا فإن هذه الوصايا تعد أصلًا عظيمًا من أصول التربية.
إن الأب مطلوب منه أن يغرس في نفوس أولاده القيم الفاضلة، والخصال الكريمة،
يغرس في نفوسهم محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم،
يغرس في نفوسهم محبة الصلاة، يوصيهم بها،
يبين لهم عظيم قدرها ومنزلتها في الدين،
يغرس فيهم التقوى لله سبحانه بكل ما تحمله هذه الكلمة من دلالات.
الوصية الأولى: التحذير من الشرك
وأولى وصايا لقمان لابنه: إفراد الله تعالى بالعبادة وتوحيده، والبعد عن الشرك.
: وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]
وقوله: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ الشرك بالله هو أعظم الذنوب، ،
فهو ظلم لحقوق الخالق، وظلم المرء لنفسه إذ يضع نفسه في حضيض العبودية للمخلوقات،
جاء في الصحيحين عن ابن مسعودرضي الله عنه قال: “لما نزل قول الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله أينا لم يظلم نفسه؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم،: إنه ليس بذلك, ألا تسمعوا قول لقمان: أن الشرك لظلم عظيم” [1].
إن من أشرك بالله فقد افترى الإثم العظيم، وقد ضل الضلال البعيد؛
كما قال ربنا سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا [النساء:48]
، وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا [النساء:116
]، إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ [المائدة:72].
وإن بعض الناس يظن أنه بعيد عن الشرك، ولكنه ربما وقع فيه أو حام حوله من حيث لا يشعر،
الوصية الثانية: الإحسان إلى الوالدين
ثم قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ، فقرن وصيته إياه بعبادة الله وحده بالبر بوالديه: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ أي: ضعفًا على ضعف،
فإن المرأة ضعيفة بطبعها، فيجتمع مع ذلك ثقل الحمل، ويزداد ضعفها بامتداد زمن الحمل،
ثم الضعف الذي تلاقيه عند الطلق والولادة، وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْن أي: إرضاعه بعد وضعه في عامين؛
كما قال سبحانه: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ،
وإنما ذكر الله تعالى ذلك ليبين عظيم حق الأم على ولدها، فإنها قد حملته وولدته وأرضعته،
وهكذا الأب فإنه قد عانى من أجل تربيته والإنفاق عليه حتى كبر، ولكن حق الأم آكد؛ لأن تعبها أعظم،
جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال ثم من؟ قال: أبوك [3]، فجعل للأم ثلاثة حقوق، وجعل للأب حقًا واحدًا.
ثم قال تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14]،
فأمره الله تعالى أن يشكر الله على نعمه العظيمة،
ثم يشكر لوالديه على تربيته وهو صغير.
ثم قال: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا [لقمان:15] أي: وإن حرص والداك كل الحرص وجاهداك أشد المجاهدة على أن تشرك بالله فلا تطعهما في هذا الأمر.
وهكذا إذا أمراك بما فيه معصية لله لا تطعهما في ذلك، فإن طاعة الله مقدمة على طاعتهما، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن مع ذلك: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15] أي: أحسن إليهما،
وهذا يدل على عظيم حق الوالدين،
فإن الله أمر بالإحسان إليهما حتى مع أمرهما؛ بل مع مجاهدتهما لولدهما بأعظم ذنب عصي الله به وهو الشرك، فأمر الله تعالى الابن بألا يطيعهما فيما أمراه به من الشرك،
ولكن ذلك لا يمنع من البر بهما، والإحسان إليهما. يا له من دين عظيم! غاية العدل، وغاية الإنصاف، والدان يجاهدان ولدهما على أن يعصي الله بأعظم معصية، وهو الشرك ومع ذلك يقول الله: فَلَا تُطِعْهُمَا، ولم يقل بعد ذلك: وعقهما، أو حتى وأعرض عنهما،
وإنما قال: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا. فأمر الله تعالى حتى مع أمر الوالدين بالمعصية بالإحسان إليهما:
وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [لقمان:15].
ثم وصى لقمان ابنه حول المحاسبة فقال: يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ [لقمان:16] أي إن عملت أي عمل من خير أو شر حتى وإن كان عملًا يسيرًا وزن حبة من خردل، وإن كان خفيًّا في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله يوم القيامة ليوفيك جزاءها؛ فإن الله لا يخفى عليه خافية، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر.
فالإنسان يجازى على ما عمل من خير أو شر مهما كان صغيرًا ومهما كان خفيًّا وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47].
الوصية الثالثة: إقامة الصلاة
ثم وصَّى لقمان ابنه بالصلاة فقال: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ [لقمان:17] فإن الصلاة عمود الدين، ومن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.
والآباء مطلوب منهم أن يأمروا أولادهم بالصلاة، فإن ذِمَمُهًم لا تَبرأ إلا بذلك،
ومطلوب منهم أن يصبروا، بل يصطبروا على ذلك،
فإن الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة، وربما تثاقل الأولاد عن أدائها،
ولهذا قال تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه:132].
إن بعض الناس يرى أولاده نائمين على فرشهم ولا يوقظهم للصلاة وذمته لا تبرأ بذلك،
لا بد من أن يأمر الأب والأم أولادهما بالصلاة فإنهما مسؤولان أمام الله تعالى الرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها [5].
الوصية الرابعة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر
ثم وصى لقمان ابنه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ [لقمان:17]؛
لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الدين،
ولكن لما كان يحتاج إلى صبر قرن وصيته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قرنها بالصبر،
فقال: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ [لقمان:17]؛
لأن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر قد يناله بعض الأذى لكونه ربما حال بين بعض الناس وبين شهواتهم المحرمة فآذوه بالقول أو بالفعل أو بهما، فهو مأمور بالصبر على ما قد يصيبه من أذى الناس.
إن بعض الناس يكون في المكان الذي يجاهر فيه بالمنكر، وربما قال إذا أنكرت المنكر آذوني أو انتقدوني أو استثقلوني، وهذا لا يبرئ ذمته، ولا يعفيه من المسؤولية، فإنه ترك أمرًا واجبًا عليه،
ولهذا قال تعالى: إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ.
وإذا كان عاجزًا عن إنكار المنكر بلسانه فينكر المنكر بقلبه، ولكن يغادر ذلك المكان الذي فيه المنكر ويفارقه.
إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ أي: ما ذكر من الأمر بالصلاة والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصبر على ما أصاب الإنسان هي من الأمور التي عزمها الله تعالى، وأوجبها على عباده.
الوصية الخامسة: التواضع والنهي عن التكبر
ثم وصى لقمان ابنه فقال: وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ أي: لا تتكبر عليهم، وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك،
والمراد النهي عن احتقار الناس عمومًا، سواء أكان ذلك بمصاعرة الخد أو بالاحتقار بالقول أو بالشتم، أو بغير ذلك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم،: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه [6]، رواه مسلم.
إن بعض الناس يحتقر غيره ممن هو أقل منه مالًا أو نسبًا أو علمًا، وربما تبع هذا الاحتقار تكبر عليه،
وهذه ليست من أخلاق المؤمنين، فإن المؤمن يتواضع لإخوانه المؤمنين، ويخفض الجناح لهم؛
كما قال تعالى في وصف المؤمنين: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ [المائدة:54].
ثم قال: وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا [لقمان:18] أي: لا تمش مختالًا متكبرًا متبخترًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور [لقمان:18] أي: لا يحب المختال المعجب بنفسه، الفخور على غيره، فهو يفخر بنعم الله ولا يشكرها، بل يتكبر بها على عباد الله، ومن كان كذلك فإن الله لا يحبه، بل يبغضه، وإذا أبغضه الله تعالى أبغضه الناس،
ولهذا تجد أن المختال الفخور في المجتمع أنه إنسان بغيض إنسان غير مقبول عند الناس، بل منبوذ ينظرون إليه بشفقة، وأنه إنسان مبتلى مريض.
وختم لقمان وصاياه لابنه بقوله: وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان:19]، فأمره بأن يقصد في مشيه، أي أن يتواضع إذا مشى، ولا يتكبر في مشيته، ولا يستعجل ولا يبطئ، بل يسلك سلوك القصد أي الوسط والعدل بين الطرفين.
وقال ابن تيمية رحمه الله: “إذا كان الله أمر بالسكينة والقصد في المشي والأفعال فكيف بالأفعال العبادية؟”؛ وهذا يقتضي السكينة في أفعال الصلاة .
وقد دلت السنة على وجوب الطمأنينة، وأنها ركن من أركان الصلاة، وأن من صلى صلاة لم يطمئن فيها فليس له صلاة،
الوصية السادسة: خفض الصوت عند التحدث مع الآخرين
ثم قال: وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان:19] أي : لا تبالغ في الكلام، ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه: إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ أي: أقبح الأصوات صوت الحمير،
فجاء الإسلام بذمه إذا لم يكن له حاجة؛ لأن خفض الصوت أوفر للمتكلم، وأحفظ للأدب، وأدمث للخلق، وأبسط لنفس السامع، وأدعى لفهمه،
هذه وصايا وآداب ذكرها ربنا تعالى عن لقمان الحكيم، وصى بها ابنه،
وهي وصايا لنا جميعًا، فعلينا أن نستفيد منها، وأن ننتفع بهذه الوصايا التي ذكرها ربنا تعالى في كتابه الكريم
.
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم ارض عن صحابة نبيك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين، اللهم انصر من نصر دين الإسلام في كل مكان، اللهم اخذل من خذل دين الإسلام في كل مكان.
اللهم وفِّقنا لتحكيم شرعك، والعمل بكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ووفقنا لما تحب وترضى،
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
^1
رواه البخاري: 3360.
^2
^3
رواه البخاري: 5971، ومسلم: 2548.
^4
بنحوه رواه مسلم: 1748.
^5
رواه البخاري: 893.
^6
رواه مسلم: 2564.
^7
رواه البخاري: 3303، ومسلم: 2729.
=== Add Paragraph 2 ===
=== Add Heading 2 ===


=== Add Paragraph 3 ===
=== Add Paragraph 4 ===
=== Add Paragraph 5 ===
Share:

Aa
Lorem

aa
Lorem

aa
Lorem
Comments
Leave A Comment
Popular Categories -311
Stay Connected -357
Popular Articles -390

Aqeedah
Get the best news. December 9, 2024
Fiqh
Get the best news. December 9, 2024
Seerah
Get the best news. December 9, 2024
Arabic Language
Get the best news. December 9, 2024